بمناسبة استفادة فرقة فضاء تافوكت للإبداع من دعم وزارة الثقافة و الإتصال المغربية في اطار توطين الفرق المسرحية بالمسارح برسم الموسم المسرحي الحالي 2017، شرعت في تنفيذ برنامجها الثقافي والفني والتكويني منذ 22 فبراير 2017، بالمركز الثقافي عين حرودة – المحمدية بولاية الدار البيضاء،وهو البرنامج الذي انطلقت ترتيباته الأولية خلال شهر نونبر الماضي ليستأنف فعالياته وانطلاقته الفعلية خلال شهر مارس الحالي.بحيث يدير المشروع الفنان خالد بويشو، وأما الإدارة الفنية فينهض بها الدكتور لعزيز محمد، بينما تكلف الفنان والإعلامي الحسين الشعبي بالمسؤولية الإعلامية.و المبدع بوسرحان الزيتوني كمسؤول على التكوينات المسرحية و الإشراف على برامج الماستر كلاس.
وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الذي اتخذ شعاره في دورته الأولى عنوانا دالا هو " المسرح الأمازيغي : من حيوية اللغة إلى ثقافة الجمال"يتضمن إنجاز جملة من الأنشطة على رأسها إنتاج عرض مسرحي تحت عنوان "تيرﯖيت" من تأليف الكاتب والمخرج بوسرحان الزيتوني وإخراج الفنان عماد فجاج، أعد النص بالأمازيغية الفنان محمد بن سعود وينجز سينوغرافيته الفنان الدكتور طارق الربح، وتنجز الملابس الفنانة رجاء بويشو، بينما يقوم بتشخيص الأدوار كل من الفنانين : أبو علي عبد العاليعبد الله التاجرإدريس تامونت فاطمة أروهان محمد بنسعود محمد الهوز صالح الرامي، بينما نجد في المحافظة العامة الفنان عكاش الهوس، وتقنيات الإضاءة و الصوت الفنانة سهام فاطن. علاوة على تخصصات أخرى.
تتناول أحداث الحكاية المسرحيةصراعا بين شخصيتي أغنجا و بوسـﯖا حول الأرض، بما هي هوية وتاريخ، ولأنها تحفظ كينونة وجود الإنسان.فقد استولى بوسـﯖا على الأرض في غفلة من الزمان، كما فعل دائما، بحيث تحول أهل القرية الصغيرة امتدادا لأملاكه، لم يكن يعتقد أنه مهما مضى الزمن، مهما بلع الناس ريقهم، مهما لاح أن الناس نسوا، فإن يوما سيأتي، تخرج الصرخة من حيث لا ندري،مثل النار من جمرة كان يسترها التراب وعلى امتداد هذا الصراع وتعرجاته،يطرح النص قضايا النضال الوطني، والعمل الفردي ونزعات الاستسلام، والقدرية والخوف وغير ذلك مما يدور في فلك الصراع المتناسل في المسرحية.
والى جانب هذا العمل يتضمن مشروع التوطين بالمركب الثقافي عين حرودة جملة من الفقرات التنشيطية الموازية على رأسها التكوين المسرحي - الذي يشرف عليه الفنان بوسرحان الزيتوني - باعتباره رهانا حول الموارد البشرية المغربية التي نتطلع إلى الاسهام فيها في مستويين اثنين: يتعلق الأول بتكوين مجموعة من التلاميذ المنتمين للمدرسة العمومية المغربية في السلكين الابتدائي والإعدادي وفق خطة تربوية دقيقة تراعي المستوى الفكري والتربوي للمتعلمين ، ويتعلق المستوى الثاني بتكوين مجموعة من شباب منطقة عين حرودة زناتة –المحمدية الراغبين في التكوين المسرحي في مكونات العملية الإنتاجية المسرحية وفق تدرج يناسب مستوياتهم الفنية والعمرية،ومع أننا حددنا لتكوين هاتين الفئتين مجموعتين في فوجين اثنين يضم كل واحد منها عشرين مستفيدا غير أن الإقبال الكثيف والتعبير عن حاجة تلاميذ وشباب المنطقة حتم علينا – تماشيا ونزولا عند رغبة هؤلاء – قبول حوالي 71 تلميذا نصفهم إناث، وحوالي 68 شابة وشابا سيتكونون على امتداد الموسم المسرحي من قبل مجموعة من المحترفين والفنانين والأساتذة حول تقنيات الكتابة والانجاز الركحي يساهم في تكوين هؤلاء المستفيدين كل من الفنان والكاتب والمخرج سعد الله عبد المجيد والفنان صالح بوراخ والفنان عمر المنصوري، والفنان إبراهيم الحنوضي، و الفنان أبو علي عبد العالي. فضلا عن بعض أعضاء فرقة مسرح تافوكت والمديرين الإداري والفني للمشروع.
كما يتضمن البرنامج السنوي لقاءات مع العديد من الفنانات والفنانين المغاربة الأمازيغيين على رأسهم الفنانة الكبيرة لطيفة أحرار التي ستكون أول ضيفة على شباب المنطقة لحكي تجربتها ولقائها مع عشاقها من ابناء منطقة عين حرودة إلى جانب الفنانة الكبيرة الزاهية الزهيري، والفنان المتألق عبد الرحمن اوتنفوت.
وأما الجانب العلمي في المشروع فسينكب هذه السنة على توثيق التجربة المسرحية الأمازيغية المغربية منذ عهودها الأولى إلى العصر الحديث عبر سلسلة من الندوات الفكرية والعلمية التي سيشارك فيها مجموعة من الباحثين والدكاترة والأساتذة المتخصصين لتجلية التاريخ الفني عموما والمسرحي خصوصا للإنسان الأمازيغي الذي عاشر حضارات واحتك بثقافات حوض البحر الأبيض المتوسط وسيشارك فيها كل من الباحث الأستاذ سالم اكويندي و الدكتور فؤاد أزروال والدكتورة نوال بن إبراهيم والدكتور هشام بلهاشمي والدكتور عبيد لبروزين والدكتور ندير عبد اللطيف والدكتور أحمد أمل والباحث عز الدين الخراط والأستاذ الفنان سعد الله عبد المجيد والإعلامي والكاتب الحسين الشعبي، والدكتور لعزيز محمد.
هذه المداخلات والدراسات ستكون موضوع كتاب سيطبع من قبل فرقة تافوكت رغبة منها في توثيق التجربة النقدية والقرائية المغربية حول تاريخ مسرحنا المغربي ورؤاه على امتداد تاريخنا المغربي الغني. كما تعتزم الفرقة طبع مسرحية الموسم "تيرﯖيت" التي ستنجزها الفرقة هذه السنة باللغتين العربية والأمازيغية تعميما للفائدة وإغناء للربيرتوار النصي المسرحي الأمازيغي. و ايضا طبع كتب أكاديمية تهتم بالمسرح الأمازيغي على مدى المواسم الثلاث لإغناء المكتبة المغربية ببحوث مسرحية جادة تولي اهتماما لهذا لمسرح. و أول كتاب سيصدر في غضون أشهر هو "المسرح الأمازيغي بالمغرب البدايات التطور والإمتدادات" للكاتب و الباحث المغربي عمر إدثنين